كتب - شريف سمير:
الغضب كالعدوي، يخترق أي جهاز مناعي ضعيف سياسيا ويضرب أعضاء جسد الدولة الرخوة .. وما فجرته جامعات الولايات المتحدة من انتفاضة طلابية مؤخرا، تتطايرت شظاياها نحو جامعة "سيانس بو" المرموقة في العاصمة الفرنسية باريس وأشعلت احتجاجات مماثلة على الحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة مطالبين الجامعة بإدانة ممارسات الصهاينة.
** رمز التضامن مع غزة!
وردد الطلاب الفرنسيون هتافات داعمة للفلسطينيين ورفعوا الأعلام الفلسطينية على النوافذ وفوق مدخل المبنى، ووضع عدد منهم الكوفية ذات اللونين الأسود والأبيض التي أصبحت رمزا للتضامن مع غزة، حيث قال هشام (22 عاما) طالب الماجستير في حقوق الإنسان والدراسات الإنسانية بالجامعة :"عندما نرى ما يحدث في الولايات المتحدة والآن في أستراليا نأمل حقا أن ينتشر ذلك هنا في فرنسا فالعالم الأكاديمي لديه دور ليلعبه، والطلاب يريدون أن تدين الجامعة تصرفات إسرائيل".
** مستمرون حتى انتهاء الإبادة!
وبدورها، قالت زوي طالبة الماجستير في الإدارة العامة بالجامعة والبالغة من العمر 20 عاما :"نسعد جدا بانضمام المزيد من الطلاب في الجامعات، ونأمل أن ينتشر ذلك في كل الجامعات وخارجها..ولن نستسلم حتى تنتهي الإبادة الجماعية في غزة".
** نسخة كربونية من مشاهد أمريكا!
وفي رسالة موجهة إلى المعلمين، ندد جون بيسرز المدير المؤقت للجامعة بإغلاق المبنى، مؤكدا أن الشرطة الفرنسية أبعدت مجموعة سابقة من الطلاب، مضيفا أنه يتحدث في الوقت الحالي مع ممثلين عن الطلاب لمحاولة إيجاد حل وإنهاء الإغلاق الحالي، وتبدو الصورة نسخة كربونية مع اختلاف الوجوه والأماكن من الاشتباكات بين الشرطة وطلاب مناهضين لحرب إسرائيل على غزة في جامعات أمريكية، مما أثار تساؤلات حول الأساليب العنيفة المستخدمة لقمع الاحتجاجات التي تزايدت منذ اعتقالات جماعية في جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي.